هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل تفرط روسيا في الشيشان ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
Admin
Admin
المدير


المساهمات : 233
تاريخ التسجيل : 03/12/2007

هل تفرط روسيا في الشيشان ؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل تفرط روسيا في الشيشان ؟   هل تفرط روسيا في الشيشان ؟ Emptyالثلاثاء ديسمبر 04, 2007 12:59 pm

هل تفرط روسيا في الشيشان؟
هل تفرط روسيا في الشيشان ؟ Pic27

أعادت عملية رهائن مسرح روسيا التي قام بها مقاتلون شيشان للمطالبة بسحب القوات الروسية من الشيشان، وانتهت بمقتل الخاطفين وتحرير 750 من الرهائن.. أعادت إحياء قضية الشيشان المنسية وقضايا الجمهوريات الإسلامية الروسية الأخرى؛ حيث تعاني الشيشان من غيابها عن مخيلة الكثيرين في "الخريطة الذهنية" لكثير من مناطق الصدام الحضاري التي يهتم بها فكرنا العربي والإسلامي؛ نظرًا لوقوعها في مكان معقد من الخريطة السياسية للعالم المعاصر.
وعاد السؤال الذي يطرحه عشرات المحللين للتكرار: هل تفرط روسيا في الشيشان؟ وما هي أسباب التمسك الروسي بهذه الجمهورية الإسلامية؟
فالشيشان جزء من إقليم شهير كان للحضارة العربية معه علاقات وطيدة ألا وهو إقليم القوقاز (أو القفقاس Kaвkaz) ذلك الإقليم الجبلي الذي يقع بين البحر الأسود في الغرب وبحر قزوين في الشرق، والذي تتقاسمه أربع دول هي: روسيا، وجورجيا، وأذربيجان، وأرمينيا.
ويتفق الباحثون على تقسيم القوقاز سياسيًّا إلى قسمين، وهما: القوقاز الشمالي، ويشمل ست جمهوريات خاضعة للسيادة الروسية، وهي جمهوريات الشيشان، وداغستان، وأوسيتيا الشمالية، وقبردين - بلقاريا، وقارتشي - شيركيسيا، والأديغة. والقوقاز الجنوبي، ويشمل ثلاث دول هي: أذربيجان، وأرمينيا، وجورجيا التي كانت هي الأخرى حتى عهد قريب جمهوريات في الإمبراطورية السوفييتية التي حكمت القوقاز "الموحد" شماله وجنوبه.
موقع جغرافي.. غاية في السوء
وإذا ما تتبعت الخريطة فستعرف من هم جيران الشيشان؛ فداغستان التي تسيطر عليها روسيا تقع في الشرق لتفصلها عن بحر قزوين، وجمهوريات القوقاز الشمالي تفصلها في الغرب عن البحر الأسود، وتقف لها جورجيا بجبالها الشاهقة حاجزة في الجنوب، أما في الشمال فيخيم عليها الظل الروسي الثقيل. وهكذا وضعت الجغرافيا الشيشان في موقع لا تحسد عليه وهي تواجه الزحف الروسي بموجاته المتتالية (القيصري – السوفييتي - الفيدرالي).
ورغم شهرتها؛ فالشيشان ذات مساحة محدودة ( 17.000 كم2)، وتستطيع أن تقطعها بسيارتك من الشمال إلى الجنوب في نحو ساعتين، ومن الشرق إلى الغرب في أقل من ساعة. ورغم صغر المساحة فإن الله قد منحها تنوعًا أيكولوجيا بديعًا ما بين غابات وجبال وسهول وأنهار ومناخات تتراوح بين الباردة والمعتدلة. وتحكي لك جبالها (التي تصل منسوبًا يفوق 4000 متر) عن قصص من البطولات يزهو بها تاريخ المقاومة الإنساني في الذود عن الأرض والوطن.
وترقد الشيشان كل عام تحت تراكم ثلجى من أوائل نوفمبر حتى أواخر مارس بسمك يتراوح بين 1 إلى 1.5 متر. وكما حددت الظروف المناخية "مواسم" الحرب والقتال في الشيشان منذ العهد القيصري وحتى اليوم ، حددت التضاريس كذلك معاقل المجاهدين والمدافعين عن أرضهم؛ فكانت الجبال والغابات الكثيفة قلاعًا استعصت على الروس على مر التاريخ.
والشيشان –تلك الدولة المعلنة من جانب واحد في نوفمبر 1991، وإن لم تنَل حتى الآن الاعتراف الدولي، دع عنك الروسي بالطبع- ذات قوام سكاني يناهز المليون نسمة يدين أغلبهم بالإسلام، وتمثل القومية الشيشانية كبرى القوميات (أكثر من 85 % من إجمالي السكان)، إضافة إلى قوميات أخرى، على رأسها الأنجوش.
ومع تداعيات حربَي الشيشان (الأولى في عام 1994، والثانية في عام 1999) هجر الشيشانيون أوطانهم؛ لدرجة قدر معها البعض سكان الشيشان الحاليين بأقل من نصف ما كانت عليه قبل عقد التسعينيات الدامي. والنتيجة عشرات الآلاف من اللاجئين، معظمهم يعيش في مخيمات بجمهورية أنجوشيتيا المجاورة في ظل مشكلات صحية واقتصادية، لا أول لها ولا آخر.
روسيا لن تفرط في الشيشان
منذ سقوط الاتحاد السوفيتي والمشكلة الرئيسة لروسيا هي الأمن القومي؛ حيث تحدد التهديدات الداخلية لأمن روسيا القومي كثيراً من المعايير الهامة لأمنها الجيوبوليتيكي (الجغرافي/السياسي). وقد عبّر أُلشانسكي –أحد المحللين السياسيين الروس- عن ذلك درامياً بقوله في يناير 1992: "يبدو أنه لا مفر من أن نتجرع الكأس حتى الثمالة.. بالأمس انهدم البيت السوفيتي، واليوم تتهدم روسيا. وما الشيشان إلا مشهد في فصول تهدُّم البيت!. أما بقية المشاهد فستتوالى بخروج مناطق الحكم الذاتي تعقبها الأقاليم (ولنقل إنها ستبدأ تحت ستار مناطق اقتصادية حرة)، ثم تتعاقب المشاهد والفصول عبر انفصال وحدات أصغر فأصغر".
هل تفرط روسيا في الشيشان ؟ Pic27a
ورغم الأهمية المطلقة للحيز المكاني الذي تقع فيه الشيشان (إقليم القوقاز) فإن الوزن النوعي لهذا المكان اختلف بتغير الخريطة الجيوبولوتيكية لروسيا منذ انفراط عقد الاتحاد السوفييتي، ويرجع ذلك إلى الأسباب التالية:
أولاً: إنه قبيل تفكك الاتحاد السوفيتي كانت المناطق الإسلامية في القوقاز تقع داخل "البيت الروسي" ذاته وبعيدة نسبياً عن الحدود الروسية التركية، والروسية الإيرانية بوجود كل من أرمينيا وأذربيجان وجورجيا كمناطق تخوم داخل "البيت السوفيتي". أما الآن فإن الشيشان وداغستان وغيرهما من جمهوريات القوقاز الشمالي في جنوب روسيا باتت تمثل الحدود الدولية لروسيا مع الجيران. ويجب ألا ننسى أن الطرح المباشر لمفهوم ماذا يضير روسيا لو انفصلت عنها جمهورية فقيرة مثل جمهورية الشيشان لا تصل مساحتها إلى 0.5 % من إجمالي مساحة روسيا، ولا يزيد سكانها عن 0.7 % من إجمالي سكان روسيا؟ أو القول بأن مثل هذه الجمهوريات لن تكون لها مكانة على الخريطة الدولية، وستعود من تلقاء نفسها طالبة الود الروسي مرة أخرى.. هذا الطرح ليس له مكان في مفهوم "الأمن القومي" الروسي الذي يضع كل شبر في الجنوب القوقازي في بؤرة اهتماماته.
فاستبعاد الجنوب القوقازي من السيادة الروسية يعني إبعادها عن مناطق بالغة الأهمية في الصراع الدولي على رأسها منطقة الشرق الأوسط -خاصة تركيا وإيران والعراق- والعالم العربي، وآسيا الوسطى.
ثانياً: إن التاريخ الحربي الروسي تاريخ مفعم بولع شديد للوصول إلى المياه المفتوحة وعلى رأسها مياه البحر الأسود (الحروب الروسية التركية). وإذا كانت روسيا تطل على 12 بحراً (يتعرض معظمها للتجمد في فصل الشتاء) فإن الأهمية الجيوإستراتيجية للموقع الذي تترامى فيه جمهورية الشيشان وأخواتها في القوقاز الشمالي فيما بين البحر الأسود وبحر قزوين (الذي يعوم على بحيرة بترولية) لا يدع مجالاً للاعتقاد بإمكانية تخلي روسيا عن الشيشان طواعيةً.
وقد كانت أراضي الشيشان مهمة لروسيا في الماضي نسبيا، ولكن هذا الموقع اليوم يفوق بكثير أهميته التي كان عليها قبل تفكك الاتحاد السوفيتي وتكوين الجمهوريات المستقلة؛ لأن الإطلال الروسي على المياه المفتوحة كانت تحققه أوكرانيا بسواحلها الطويلة في شمال البحر الأسود، وجورجيا بسواحلها في جنوب شرق هذا البحر. ومع الحرمان الروسي من النوافذ الساحلية التي فقدتها مع استقلال أوكرانيا وجورجيا وأذربيجان وأرمينيا.. فإن روسيا غير مستعدة للتضحية بأي قدم بحري حتى ولو كان على بحر مغلق كبحر قزوين أو بحر شبه مغلق كالبحر الأسود.
ثالثاُ: إن تدفق النفط في منطقة بحر قزوين يجعل روسيا مستعدة في سبيل إبقاء كافة الأراضي في الجنوب تحت سيطرتها لدفع "أي ثمن"، خاصة في ظل التوغل الأمريكي الأوربي في القوقاز وآسيا الوسطى.. ذلك التوغل الذي يرتدي عباءة شركات الاستثمارات البترولية. والمشكلة أن معظم المناطق الروسية الغنية بالنفط حول بحر قزوين هي مناطق إسلامية. ويصف بعض الباحثين المنطقة بأنها بحر من الدين يطفو فوق بحر من النفط، ولنا أن نتخيل كم تساوي أهمية منطقة يجتمع فيها الإسلام والنفط معاً في كنف عالم ما بعد "11 سبتمبر".
رابعاً: أفضت أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي اتخذتها الولايات المتحدة ذريعة لحربها في أفغانستان إلى وصول القواعد العسكرية الأمريكية إلى أطراف البيت الروسي، وصارت الشيشان وباقي جمهوريات القوقاز على مرمى حجر من هذه القوات التي تتوغل رويداً رويداً في جمهوريات آسيا الوسطى. وإن كانت روسيا –لأسباب متعددة ليس آخرها علاقتها الجديدة بحلف الناتو- تبدي مرونة فائقة في مواجهة التوغل الأمريكي؛ لدرجة أن صحيفة برافدا الروسية أعانت في مطلع شهر يوليو 2002 عن قيام عمليات عسكرية "روسية أمريكية جورجية" على حدود الشيشان في منطقة وادي بنكيسي للبحث عن مقاتلي القاعدة.
خامساً: تتمحور الخطط الإستراتيجية الروسية -خاصة على المستوى الإقليمي- على تدعيم "تماسك" الدولة الروسية وتأكيد "الاتحاد" الروسي. ويكفي أننا عندما نستدعي إلى الأذهان النظرية القائلة بأن لكل زعيم "حربه المقدسة" لا ننسى أن تماسك الحكم الروسي في بداية عهد الرئيس بوتين كان مرهوناً بنجاحه في "حرب الشيشان المقدسة" للحفاظ على وحدة البيت الروسي، والقضاء على من يسمون "الأصوليين والمتطرفين" في الشيشان وداغستان.
ففي الخطاب الرسمي الذي ألقاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مايو 2001 (وفي خطاب مايو 2002 أيضا) في ذكرى الانتصار على النازية أكد أنه إذا كانت روسيا تستحضر اليوم عظمة إنجازها في إلحاق الهزيمة وكسر الفاشية؛ فانه يستلزم عليها أن تواجه بنفس الروح والعزيمة التطرف والأصولية، في إشارة مباشرة إلى الوضع في القوقاز.
ويبدو أن روسيا استبدلت الأصولية بالنازية سيراً على نهج الولايات المتحدة التي استبدلت الأصولية بالشيوعية.
سادسًا: حينما كانت العلاقات الروسية الأمريكية يعتورها الشك والتوجس (عالم ما قبل 11 سبتمبر) كانت الولايات المتحدة توجه اللوم دوماً إلى روسيا بضرورة أن تراجع سياستها القمعية في الشيشان، ووصل الأمر إلى الحديث عن "مذابح جماعية" ارتكبتها روسيا بحق الشيشان. وعلق البعض الآمال على إمكانية أن تستفيد الشيشان من بقايا الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا، ولكن بعد اتفاق سياسة الدولتين في محاربة "الإرهاب الدولي"، وبعد أن أصبحت روسيا في مايو الماضي عضواً في حلف الناتو -وإن كانت عضوية منقوصة-، ووجدت روسيا لنفسها مكاناً في التحالف الأوربي.. تغيرت نظرة الغرب إلى قضية الشيشان.
مستقبل غامض للشيشان لو استقلت
إذا ما قبلنا فرضية جدلية، مفادها قبول روسيا استقلال الشيشان.. فإن الدولة الوليدة ستجابهها مشكلات عدة قد لا تعطي لها فرصة للاستمتاع بحلاوة النصر. وعلى رأس هذه المشكلات ما يلي:
1. ستعاني الشيشان الانعزال والانحباس الجغرافي؛ وهو ما سيجعلها معتمدة على دول الجوار وفى مقدمتها روسيا وجورجيا، وما يكتنف ذلك من تباينات أيديولوجية يصعب انتظار تغيرها. أضف إلى ذلك قضايا الحدود الساخنة؛ فليس للشيشان حدود واضحة مع الجيران، وخاصة مع جمهورية أنجوشيتيا الواقعة في غربها. وهذه الحدود غير المتفق عليها هي القنابل الموقوتة المنتظر انفجارها بعد إعلان الاستقلال، وستطفو على السطح نزاعات حدودية كتلك التي وقعت بين أرمينيا وأذربيجان أو بين روسيا وجورجيا.
2. ضعف الموارد وقلة الإمكانات الاقتصادية؛ فمستقبل الشيشان يعتمد على تطوير التنقيب عن النفط، أو على الأقل الاستفادة من عبور أنابيب النفط عبر أراضيها. وروسيا قادرة على تطويق الشيشان وحرمانها من مرور أنابيب النفط والغاز عبر أراضيها، وقد قامت خلال حرب الشيشان الثانية بذلك فعليًّا. وطبيعي أنه ستجابه الشيشان قضية خطيرة، هي إعادة الإعمار وإصلاح البنية الأساسية؛ وهو ما يتطلب قدرات اقتصادية كبيرة لا تتأتى للشيشان في ظل ضعف مواردها السابق الإشارة إليها.
صحيح أن المغامرات الشيشانية (اختطاف رهائن) والعمليات الجهادية اليومية في الشيشان ضد قوات الاحتلال الروسي ترهق موسكو بشدة، ولكنها على ما يبدو تظل "محاولات دون كيشوتيه" قد تصيب روسيا وتحرج كرامتها الدولية، وقد تنتقص من هيبتها كدولة ذات استقرار وتماسك؛ إذ إن طبيعة الصراع الدولي ومفردات اللعبة الدولية سترجئ إلى تاريخ غير معلوم أمل الشيشان في أن تصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن الاستقلال.
وفى ظل المعطيات الحالية يبدو أن أقصى ما يمكن أن تسعى الشيشان إليه هو المطالبة بتفعيل القوانين الفيدرالية التي تربطها بروسيا (المسار التترستاني). والحصول على وضع أفضل في ظل قوانين الحكم الذاتي التي يمكن أن تحقق درجة من الاستقلالية لا ينقصها سوى الاسم.
وبغض النظر عن الاسم (دولة حبيسة أو جمهورية ذات حكم ذاتي) فإن الأهم أن يلتفت زعماء الانفصال الشيشانيون ورجال الساسة الروس إلى ما يصيب الشعب الشيشاني الذي يشرد ويقتل ليس فقط في جمهورية الشيشان بل وفى كل أنحاء روسيا.
والخلاصة أن روسيا لن تفرط في الشيشان بسهولة لأسباب جغرافية وسياسية وإستراتيجية، وربما تساعدها حرب الإرهاب الأمريكية على تشديد موقفها، بعدما بدأت واشنطن تحول نظرها بشأن قضية الشيشان، وتعتبرها مجرد قضية انفصالية!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jishalmujahideen.yoo7.com
 
هل تفرط روسيا في الشيشان ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات السياسية والعامة :: منتدى الحدث وقضايا الامة-
انتقل الى: